JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Home

تاريخ قبرص وصولا لعملية السلام واسبابها


 لكي ندخل الى القضية القبرصية يجب ان نستعرض الاحداث التاريخية وصولا للمشكلة القبرصية

فتح المسلمون الجزيرة في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وانتشر الإسلام بها، وقد ظلت جزيرة عثمانية هادئة لأكثر من ثلاثمائة عام (فتحها العثمانيون عام 1571 إلى عام 1878 ميلادية) عاشت الطائفتان التركية واليونانية في وئام وود طوال الحكم العثماني، حتى تم تأجيرها للإنجليز بموجب اتفاقية بينهم والدولة العثمانية مقابل وقوف بريطانيا بجانب العثمانيين فيما لو فكرت روسيا القيصرية في غزو مناطق حدودية للإمبراطورية العثمانية لكن بريطانيا ضمت الجزيرة إليها بعد أن تحالف العثمانيون مع ألمانيا في الحرب الأولى، واستمر البريطانيون بها مستعمرين حتى قامت ثورات ضدهم من القبارصة الأتراك واليونانيين على حد سواء، وفي عام 1960 تم تأسيس الجمهورية القبرصية بموجب اتفاقيتي زيورخ ولندن، وتم الاتفاق على دستور ينص على منح القبارصة الأتراك واليونانيين حق الاشتراك في الجمهورية.

لم يستمر الوضع في الجمهورية القبرصية الجديدة حسب تلك الاتفاقيات، ففي عام 1963 قام القبارصة اليونانيون بحملات عسكرية على نظرائهم القبارصة الأتراك رافعين شعار "الإينوسيس" المتفرعة عن فكرة "الميغالي" التي تدعو بشكل مختصر إلى ضم كامل الجمهورية أو الجزيرة إلى اليونان وإحياء الإمبراطورية الإغريقية، تدعمهم في ذلك الكنيسة الأرثوذوكسية اليونانية.

بدأت الكنيسة تغذي روح الارتباط الكامل باليونان أو "الإينوسيس" وهي دعوة دينية من أجل ضم كامل جزيرة قبرص إلى اليونان على غرار ضم جزر كريت وبعض جزر أخرى متفرقة ضمتها اليونان إلى نفسها من هذا المبدأ، وحركت الكنيسة الأرثوذكسية روح القومية اليونانية في القبارصة اليونانيين حتى صارت عقيدة كبرى أو كما يسمونها "فكرة الميغالي" وهي فكرة إعادة مجد الإمبراطورية اليونانية القديمة وجمع كافة الناطقين باللغة اليونانية ومواقعهم الجغرافية تحت حكم دولة أو إمبراطورية عظمى واحدة، هي الإمبراطورية اليونانية أو الإغريقية.
فقد شن تحت هذا الشعار الأسقف مكاريوس حملات إبادة ضد المسلمين القبارصة وحاول بشتى الطرق تهجيرهم ليتسنى له بعد ذلك الانضمام إلى اليونان، وبدأت المنظمات القبرصية اليونانية المتطرفة بارتكاب جرائم ومذابح جماعية عديدة ضد القبارصة الأتراك منذ عام 1963 حتى منتصف عام 1974، إلى أن اضطرت تركيا للتدخل للحيلولة دون وقوع كارثة كبيرة على غرار ما حصل للأتراك في جزيرة كريت من عام 1897 حتى 1920.

           جثث القبارصة الاتراك بعد مجزرة مارثا         
         الرئيس الذي عاند اليونان والانقلاب عليه               
الرئيس القبرصي والانقلاب المدعوم من اليونان
رئيس الأساقفة والرئيس القبرصي الأول مكاريوس الثالث
قبل ذلك الوقت كان مكاريوس واحدًا ممن دعوا إلى الاتحاد مع اليونان في ستينات القرن العشرين، وقد نال لذلك تأييد النظام اليوناني، إلا أنه وجد في عبد الناصر مثالًا يحتذى به، ورأى مصلحته في الاتحاد مع السوفيتيين، إلى جانب تضييق الخناق على القبارصة الأتراك، ورفض كل دعوات الانفصال، وهو الأمر الذي أدى في النهاية إلى انقلاب النظام اليوناني ضده؛ فقد أرسلوا إليه إنذارًا بوضع الأسلحة التشيكية تحت تصرف الأمم المتحدة، ودعوا إلى إعادة تشكيل الحكومة القبرصية على نطاقٍ واسع.
سعى النظام العسكري اليوناني خوفًا من سيطرة روسيا على الجزيرة القبرصية إلى تقليب الكنيسة الأرثوذكسية ضد مكاريوس الثالث، فدعا ثلاثة مطارنة يونانيين قبرصيين حينها بدعمٍ من الطغمة العسكرية إلى انفصال السلطة الروحانية عن السلطة المادية، وظهرت دعوات تطالب مكاريوس بالتنحي عن الرئاسة.
من جانبه وافق مكاريوس على وضع الأسلحة التشيكية تحت تصرف الأمم المتحدة، وأعاد تشكيل حكومته، ومن ثم استدعت الكنيسة الأرثوذكسية القبرصية الثلاثة مطارنة الثائرين، وجرى استبعادهم، إلا أن الوضع في قبرص ظلَّ محتدمًا وعلى وشك الانفجار في أية لحظة.
«كان فقدان السيطرة على الوضع في قبرص إلى حدٍ كبير يعود إلى أفعال مكاريوس الذي كان يجرب براعته»، بحسب كيسنجر. إذ رأى أن مكاريوس في الثاني من يوليو (تموز) قبل الانقلاب بأيامٍ أرسل للرئيس اليوناني يعلمه أنه سيقلص تعداد «الحرس الوطني القبرصي» من الضباط اليونانيين الذين يشرفون عليه، وهو الأمر الذي عنى لأثينا تقلص النفوذ اليوناني في قبرص، في مقابل زيادة النفوذ اليساري.
    الحرس الوطني القبرصي» في ذلك الوقت من خطة مكاريوس الثالث لتقليص عدد الضباط اليونانيين، ومن هنا سعى للقضاء على خطته، عن طريق الوصولِ إلى السلطة بدعمٍ من الطغمة العسكرية اليونانية في أثينا. انتشرت حينها أنباء عن مقتل مكاريوس واحتلال القصر الجمهوري، وأن رجلًا غير معروف يدعى نيكسون سامبسون قد أُعلن رئيسًا لقبرص.
كانت كل الأخبار عن سامبسون تشير إلى أنه من رجال المدفعية. قالوا إنه قتل 12 رجلًا أثناء صدامات عرقية في المناطق القبرصية التركية. كما أشاعوا أنه سيبقي على الترتيبات الدستورية الخاصة ببقاء وحدة قبرص مع اليونان. كانت تلك الأخبار بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب. إذا كانت تركيا قد خشيت في السنوات السابقة ازدياد النفوذ اليوناني داخل الجزيرة عقب أحداث 1964 و1967|، فكيف لها أن تتصرف بعد أن أصبحت قبرص مقاطعة يونانية؟ 
يقول كيسنجر عن انعكاس اللحظات الأولى من الانقلاب على الولايات المتحدة الأمريكية، أن الهم الأكبر لواشنطن كان «أن تحول دون وقوع حرب بين دولتين حليفتين في «الناتو»، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدمر الجناح الشرقي للتحالف ويفتح الطريق أمام تسلل الاتحاد السوفيتي إلى البحر الأبيض المتوسط». ولهذا أرسلت الولايات رسائل لكل من أثينا وأنقرة تعلن فيها رفض «وحدة قبرص واليونان».
لم يهدأ الموقف الأمريكي من الأوضاعِ في قبرص؛ فقد ظهر مكاريوس بعد ذلك في لندن يطالب باستعادة حكمه من جديد، في حين ظهرت اقتراحات بحكمٍ مشترك لقبرص يدمج بين تركيا واليونان، وعندما باءت تلك المفاوضات بالفشل بدأت استعدادات عسكرية تركية للتدخل بقبرص 

عملية السلام وتدخل القوات التركية لنصرة القبارصة الاتراك 
تقول المصادر التركية عن تدخل القوات التركية : إن عام 1974 قد شهد العديد من المذابح في حق القبارصة  الأتراك؛ حيث اعترف أحد القبرصيين اليونانيين يدعى أندرياس ديميتريو، يبلغ من العمر 67 عامًا، أن قوات القبارصة اليونانيين قد ارتكبوا العديد من الفظائع في قرية تسكنت، حين جرى تجميع الرجال الأتراك في مدرسة القرية، والنساء في أحد المنازل القريبة، ثم اغتصبت النساء، وقتل الرجال بعدما نقلوا عبر حافلاتٍ تابعة لليونانيين، ودفنوا في مقابر جماعية
وتتحدث المصادر عن أن الهجوم التركي «قد جاء نتيجة سنوات من التعامل الوحشي مع القبرصيين الأتراك امتدت لعقد كامل من الزمن» وتضيف: «حان الوقت للاعتراف بالوقائع المأساوية التي حدثت إبان فترة النزاع، وأن يتحمل المجرمون الحقيقيون نتيجة أفعالهم ضد الشعب القبرصي التركي».
أما عن هجوم 20 يوليو 1974 فقد أطلق عليه اسم «عملية أتيلا»، حيث اجتاحت القوات التركية الجزيرة القبرصية في 20 يوليو بعد أيام من الانقلاب، وانتهى الهجوم في 16 أغسطس (آب) من نفس العام. بحلول هذا الوقت كانت القوات التركية قد حررت ما يزيد عن ثلث الجزيرة، تحت اسم الأقلية القبرصية التركية، والتي تمثل خمس عدد سكان الجزيرة حوالي  24بالمئة
استيقظ القبرصيون في الثامنة صباحًا على أصوات الرصاص والانفجارات، لم تكن خمسة أيام قد مضت حينها على الانقلاب، وها هي الطائرات التركية تحلق في السماء على ارتفاعٍ منخفض، ويهبط منها جنود بمظلات، مهمتهم تعزيز جبهة القبارصة الأتراك في شمال الجزيرة.
بدأ الجيش التركي بنشر قواته غرب بلدة كيرينيا لتفريغ المواد الثقيلة والدبابات ووحدات المدفعية، وقد بدا أن القوات التركية كان لديها خطط جاهزة للتدخل . اجتاحت القوات البحرية والجوية التركية قوات «الحرس الوطني القبرصي»، واستطاعت خلال ذلك تجميع القبرصيين الأتراك في الجزء الشمالي من الجزيرة، وسيطرت تركيا على المناطق التي تطالب بها، ونتج عن ذلك دعوات بانفصالِ قبرص الشمالية وإعلانها دولة مستقلة.
خلال هذا الوقت كانت المفاوضات  بين الدول المتنازعة تتم بمساعي من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تناولت الحكم الكونفدرالي حلًا للنزاع المتفاقم بين اليونانيين والأتراك، إلا أن تلك المساعي قد باءت بالفشل؛ فقد كان الطرف اليوناني إما يقابل تلك الصيغة بالتسويف، أو الرفض التام، وهو ما اضطر الأتراك في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1983 إلى اتخاذ الخطوة التصعيدية الأخيرة وإعلان «قبرص التركية الشمالية» جمهورية مستقلة. ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا الجزء  من الجزيرة تحت رعاية تركيا
[favorite]
NameEmailMessage