كتبت صحيفة الغارديان ، إحدى الصحف البريطانية الأكثر احترامًا ، مقالًا يفحص إمكانية استئناف مفاوضات مشكلة قبرص ، والتي ظلت في الثلاجة منذ قمة كرانز مونتانا عام 2017. كتب المقال الذي يحمل عنوان "تهدف قبرص إلى إحياء محادثات السلام مع تركيا على الجزيرة المقسمة" بقلم باتريك وينتور ، أن المناخ الإيجابي الأخير في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي يوفر فرصة جديدة لحل المشكلة القائمة منذ 50 عامًا.
ورد في المقال أن تركيا تريد من الاتحاد الأوروبي تحديث الاتحاد الجمركي وتحرير التأشيرات ، بينما تم التأكيد على أن أردوغان كان ينتظر الموافقة ليس فقط من الاتحاد الأوروبي ولكن أيضًا من الولايات المتحدة على طائرات اف 16 وينص المقال على أنه بينما يُتوقع من الأمم المتحدة تعيين ممثل للحل ، يواصل الجانب القبرصي اليوناني الإصرار على تعيين ممثل خاص من الاتحاد الأوروبي. وذكر أن اجتماعات الأمم المتحدة التي ستعقد في سبتمبر يمكن أن تكون مسرحا لتطورات حاسمة.
من الجانب الآخركما تم اعتبار استقالة الممثل الخاص لإرسين تتار ، إرجون أولغون ، على أنها "علامة إيجابية"
النص الكامل للمقال كما يلي
يحاول دبلوماسيون قبرص إحياء محادثات السلام في الجزيرة المقسمة في محاولة لإيجاد حل فيدرالي ، بعد خمسين عامًا من "من دخول" القوات التركية لشمال الجزيرة ، من خلال اقتراح تعيين ممثلين لهم من الأمم المتحدة. (الأمم المتحدة) والاتحاد الأوروبي (الاتحاد الأوروبي).
قد يكون اهتمام تركيا الأخير بالتفاوض على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي قد فتح نافذة صغيرة من الفرص الدبلوماسية ، لا سيما فيما يتعلق بإعفاء التأشيرات وقضايا الاتحاد الجمركي. وفي هذا السياق ، يأمل وزير خارجية جنوب قبرص ، كونستانتينوس كومبوس ، في استئناف العملية.
تم تقسيم قبرص ، التي كانت مستعمرة بريطانية في السابق ، في عام 1974 عندما أرسلت تركيا قواتها. استولت تركيا على ثلث الجزء الشمالي من الجزيرة ردا على محاولة انقلاب من قبل المجلس العسكري الحاكم في اليونان آنذاك ، بهدف توحيد البلاد مع اليونان. فشلت جهود التوحيد في الجزيرة في السنوات الأخيرة مرارًا وتكرارًا.
لكن استكمال الانتخابات الأخيرة في اليونان وتركيا وقبرص يعطي مجالًا أكبر للمناورة للسياسيين الذين يتطلعون إلى إحياء المحادثات بعد المؤتمر السويسري الفاشل الذي قادته الأمم المتحدة في عام 2017.
منذ ذلك الحين ، أصبحت تركيا أكثر التزامًا بحل الدولتين في الجزيرة ، لكن شمال قبرص" "الجمهورية التركية لشمال قبرص") معترف بها فقط من قبل تركيا وتعتمد على أنقرة اقتصاديًا. وللأمن. هناك 30 ألف جندي تركي في الجزيرة.
ويزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجزيرة يوم الخميس 20 تموز / يوليو للاحتفال بذكرى "الاحتلال" وافتتاح مطار جديد في الشمال
يجادل البعض بأن استعداد تركيا لإعادة فتح المحادثات بشأن علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يوفر لبروكسل شرارة في إقناع أنقرة بإعادة النظر في استراتيجية قبرص التي تتطلب موارد كبيرة
ودعا المجلس الأوروبي الأخير في يونيو / حزيران إلى "استئناف سريع للمحادثات" وأعرب عن "استعداده للعب دور نشط بكل الوسائل المناسبة لدعم جميع مراحل العملية التي تقودها الأمم المتحدة".
على الرغم من أن أي نقاش حول مستقبل قبرص يتم بتكليف من الأمم المتحدة ، إلا أن الدبلوماسيين القبارصة يشجعون أيضًا على تعيين ممثل خاص للاتحاد الأوروبي يمكنه البحث عن حلول.
يأمل كومبوس في تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة في وقت انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.
كما يُذكر أن أردوغان ، الذي اتبع دائمًا سياسة التوازن بين روسيا والغرب ، يميل أكثر إلى الجبهة الأمريكية بعد فوزه في الانتخابات ، وبالتالي قد يكون أكثر انفتاحًا على المفاوضات بشأن قبرص.
مما يريح واشنطن ، تخلى أردوغان من حيث المبدأ عن منع السويد من الانضمام إلى الناتو ، لكن يبدو أنه ينتظر تأكيدًا من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بوب مينينديز ، الذي سيوافق على تزويد تركيا بطائرات اف 16 ، لكنه يتطلب التزامًا مكتوبًا من تركيا بعدم استئناف الرحلات الجوية فوق الجزر اليونانية ،
سيلقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين كلمة أمام مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي بشأن العلاقات مع تركيا ومن المرجح أن يطلع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على التطورات في تركيا
زعيم شمال قبرص "المنتخب"من ناحية أخرى ، يعارض إرسين تتار توحيد الجزيرة ويريد الاعتراف بالجزء الشمالي من قبرص كدولة مستقلة. وقال تتار لصحيفة الغارديان في وقت سابق من هذا العام أن هناك "دولتان وشعبان" في الجزيرة وأن إعادة توحيد الجزيرة تحت اسم حل فيدرالي سيكون "مستحيلًا تمامًا".
لكن هناك أيضًا علامات على التغيير. بعد ان استقال إرجون أولغون ، الممثل الخاص ذو الخبرة لتتار ، مؤخرًا عن عمر يناهز الثمانين عامًا ، متذرعًا بأسباب صحية. يُعتقد أن سبب رحيل أولغون هو أن الجانب القبرصي التركي ألمح إلى أنه تخلى عن الشرط المسبق المتمثل في "الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية" لاستئناف المحادثات